منوعات

من يسعى لسقوط النظام الحالي في لبنان وماذا عن البديل؟

منذ العام 2005 يُربط لبنان بملفات خارجية جعلت الوصول الى حلول مستدامة أمراً شبه مستحيل، ولعل تجارب “سان كلو”، ثم “الدوحة”، وقبلها “الطائف” لا تزال شاخصة بالأذهان، فلبنان لا يعرف حُكم نفسه بنفسه، ويحتاج إلى مساعدة خارجية كلما وقعت أزمة، فهل هناك من ينتظر اليوم مدينة جديدة تستضيف مؤتمراً لبنانياً لتطوير النظام؟

هناك من يقول بأن الأطراف المعارضة لاتفاق الطائف، أي تلك التي تعارضه علناً او سراً، يعمدون إلى إطالة أمد الأزمات بغية الوصول الى مرحلة تطوير النظام، ولعلّ هذا المسعى هو أكثر ما يربط الوطني الحر وحزب الله، إذ يعتبر التنظيمان أن النظام الحالي سقط ولا بدّ من تطويره، رغم أن النظرة الى “النظام المطوّر” ليست مشتركة بينهما بعد.

في هذا السياق تُشير مصادر نيابية في فريق 8 آذار إلى أن التيار الوطني الحر بات اليوم أكثر جرأة في طرح تطوير النظام، خاصة بعد أن اكتشف أنه لا يمكن الاستمرار في هذه الجمهورية، فمشاركة المسيحيين بالسلطة غير سويّة وصلاحيات رئاسة الجمهورية مضروبة، ولكن هل يملك التيار الوطني الحر مقاربة شاملة للنظام الجديد؟

تؤكد المصادر أن فرنسا هي الدولة الأكثر اهتماماً بتطوير النظام اللبناني، ولكن اللافت أنها لا تريد فعل ذلك اليوم، بل تريد تأجيل هذا البحث الى مرحلة مقبلة على اعتبار أنها تخوض حالياً معركة تغيير السلطة قبل تغيير النظام، بينما في لبنان هناك خشية من قوى مسيحية بأن يأتي النظام الجديد على حسابهم نظراً لموازين القوى القائمة اليوم.

تنفي المصادر في 8 آذار أن يكون حزب الله من الراغبين بسقوط النظام الحالي لصناعة البديل، دون أن يعني ذلك رضى الحزب على النظام الحالي، مشيرة الى أن أي تطوير للنظام يريده حزب الله يجب أن يكون بموافقة الاطراف اللبنانية وبالحوار بينهم، لذلك كانت مقترحاته سابقاً بعقد مؤتمر تأسيسي، مشددة على أن الوضع القائم حالياً قد يقود بالنهاية الى تعديل النظام، ولكن المشكلة هي فرض التعديل دون حوار لبناني – لبناني، ما يعني أن فكرة تعديل النظام ستشكل كارثة بدل أن تكون حلاً.

من هذا المنطلق تحصل مقاربة فكرة تطوير النظام من ودجهات نظر مختلفة، فهل يُفرض النظام الجديد بعد سقوط القديم، ام يبقى القديم مع بعض “الرتوش”، حتى ما شاء الله؟

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى